top of page

التعلم عن بعد، ما له وما عليه

التعليم عن بعد
يُعد التعليم عن بعد من أهم ملامح التطور التكنولوجي في العصر الحديث، فنحن في عصر السرعة، مما يتطلب لحصول على المعلومة في أي مكان وفي أي زمان. ومن الجدير بالذكر أن التعليم عن بعد ليس وليد اللحظة أو الصدفة. فالتعليم عن بعد بدأ في سنة 1728. ومع التطور الحالي، بات التعليم عن بد ضرورة لفئات كثيرة ولأسباب عديدة.

أنواع التعليم عن بعد:
ينقسم التعليم عن بعد إلى قسمين:1-التعليم المتزامن، 2-التعليم الغير متزامن.

التعليم المتزامن: هو التعليم الذي يُشترط فيه تواجد المتعلمين أو الدارسين في نفس الوقت للاستماع إلى المادة التعليمية من المُحاضر، وهو نفس الأسلوب الذي يتبعه التعليم التقليدي. ومن أمثلته: التلفزيون التعليمي والمؤتمرات افتراضية. أما في التعليم الغير متزامن، فلا يُشترط تواجد المتعلمين في نفس الوقت، بل كلا على حسب وقته الذي يحدده هو. وهذا ما يُعتبر أنسب لكثير من فئات الدارسين، حيث يكون وقتهم محدود وملتزمون بأعباء أخرى ومواعيد محددة لأعمالهم الخاصة. ومن الأمثلة على هذا النوع: البريد الإلكتروني والتسجيلات الصوتية والمرئية.

أهمية التعليم عن بعد:
توفير الوقت: حيث لا يتطلب التعليم عن بعد الذهاب لمكانٍ محدد مثل جامعة أو مركز تعليمي، فيمكن للدارس التعليم عن طريق الإنترنت وهو في بيته أو مكتبه أو حتى في الأماكن العامة.
توفير الجهد: فهو يوفر جهد الدارس الذي يبذله في الوصول لمكان الدراسة.
توفير المال: يوفر التعليم عن بعد الأموال حيث أنه لا يتطلب رسوم باهظة وشراء مواد تعليمية وإنفاق الأموال على وسائل المواصلات اليومية.
الاحترافية: فهو يُمكن الطالب من اختيار أفضل المُحاضرين والجامعات للدراسة بها حتى ولو كانت على بعد آلاف الأميال منه.
تنظيم الوقت: فالدارس بإمكانه أن يختار الوقت المناسب له لتلقى الدروس، حيث أن فئة كبيرة من المستفيدين من هذا النوع من التعليم هم من العاملين ورجال الأعمال.
التطور السريع في العلم: فالعلم به جديد كل يوم وفى تطور مستمر، لذا فمن الضروري متابعة كل ما هو جديد في العلم ومسايرته، وهذا ما يوفره التعليم عن بعد.
التواصل الجيد مع المحاضر: بعض الدارسين ينتابهم الخجل عند توجيه الأسئلة للمحاضر، لكن عن طريق الإنترنت، يكون الدارس أكثر جرأة في التواصل مع المدرس أو المحاضر.
وتوفر الجامعة السويسرية المفتوحة هذا النوع من التعليم.

أسباب ومبررات التعليم عن بعد:
التكدس السكاني: مما جعل مكان الدراسة مكتظ بالدارسين الذي من شأنه تقليل نسبة الاستفادة من المحاضرات وعدم القدرة على التواصل مع الحاضر لضيق الوقت وكثرة العدد.
التعليم للكبار: حيث أنه ليس له سن محدد للإلتحاق بمؤسسة للتعليم عن بعد.
أداة للتثقيف: لربات البيوت الغير قادرين على التواجد الفعلي في مكان الدراسة.
أن يكون داعماً للتعليم التقليدي وأن يخفف الضغط عليه.
بيئات التعليم الإلكتروني:
بيئات واقعية: وهي أماكن لها وجود فعلى وقاعات فعلية ومقاعد مثل قاعات المحاضرات.
بيئات افتراضية: وهي بيئات تحاكي الواقع، تنتج عن طريق برمجيات الواقع الافتراضي.
إمكانيات التعليم الالكترونى (عن بعد):
زيادة إمكانية الاتصال بين الدارسين والمُحاضر وبين الدارسين أنفسهم من خلال غرف الدردشة والحوار والبريد الإلكتروني والغرف الصوتية (المتاحة بالجامعة السويسرية).
الإحساس بالمساواة بين الدارسين بعضهم البعض ف فرص تلقى المعلومات والحوار والنقاش والحصول عل المواد التعليمية.
التشجيع على إبداء الدارسين آرائهم ومناقشتها في غرف النقاش وعدم الخوف أو الحرج.
المساعدة الإضافية على التكرار حيث يمكن إعادة المادة التعليمية مراراً وتكراراً (خاصة في التعليم الغير متزامن).
توفر المواد التعليمية خلال الـ 24 ساعة على مدار الأسبوع للرجوع إليها في أي وقت.
ملائمة جميع مستويات الدارسين سواء من هم من ذوي صعوبات التعلم أو من هم من المتفوقين دراسيا.
تحوير طرق التدريس: فيمكن أن تكون مرئية أو سمعية أو كلاهما معاً.
تخفيف العبء عن المدرس حيث يكون الوقت متسعاً له كما هو متسع للدارس.
تعدد طرق تقويم الطلاب.
الاستفادة القصوى من الوقت من الطرفين (الدارس والمدرس) على حدٍ سواء.
زيادة نسبة التركيز والفهم حيث يكون الدارس في منزله، أي في بيئة مريحة بعيداً عن الطقس السيء والضوضاء.
جذب الانتباه حيث يمكن الاستعانة بالصور الحية والمؤثرات الصوتية.
ويعتبر التليفزيون التعليمي نوعا من أنواع التعليم عن بعد (المتزامن)، ومن مميزاته:
تقديم خبرات واقعية حية تعتمد على الصوت والصورة والحركة مما يجذب الانتباه.
يمكنه تقديم ماده تعليمية متناهية الصغر مثل الذرة التى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
تقديم مواد شديدة الكبر مما لا يستطيع رؤيتها مثل الكواكب والمجمعة الشمسية.
عرض أشياء شديدة الخطورة والتي يستحيل رؤيتها في الواقع مثل البراكين والزلازل والفيضانات والأعاصير.
تتميز البرامج التلفيزيونية التعليمية بالحداثة، حيث أن كل يومٍ به جديد في شتى المجالات (المالية والإدارية والسياسية والاقتصادية) وهو ما لا يتوفر في التعليم التقليدي الذي لا يتم تغييره إلا كل خمسة سنوات على الأقل.
لكن البعض أخذ عليه بعض السلبيات، ومنها:
عدم التواصل من قبل الطرفين معا حيث يقوم المحاضر بالشرح دون توقف مما يمكن أن يسبب الشرود وعدم التركيز.
صغر حجم الشاشة لجهاز التلفاز.
عدم القدرة على إعادة جزئية معينة إذا لم يفهمها الدارس.
لا يناسب الفصول المتعددة المستويات.
إلا أن المتخصصون حاولوا التغلب على هذه السلبيات عن طريق:
تخصيص خط تليفوني للدارسين لتوجيه الأسئلة للمُحاضر، وبهذا فقد قاموا بالتغلب على مشكلة عدم التواصل بين الدارسين والمُحاضر.
قد تم صنع شاشات تلفاز بأحجام كبيرة مثل شاشات الـ LCD مما عالج مشكلة صغر الشاشة.
تم عمل برامج متعددة المستويات من السهولة إلى الأكثر صعوبة لموائمة جميع مستويات المتعلمين.
بدأ المحاضرون استخدام أسلوب الحوار الافتراضي لجذب انتباه الدارسين والتغلب على مشكلة عدم التركيز والشرود. كأن يسأل المدرس سؤالا ثم ينتظر بضعة ثوانى لإعطاء المتلقيين الفرصة للتفكير والإجابة.
ولعلاج مشكلة عدم إمكانية إعادة البرامج التعليمية، يمكن تسجيل هذه البرامج لمشاهدتها عدة مرات.

bottom of page