top of page

دراسة إدارة الأعمال عن بعد في الجامعات السويسرية

بعد التطور الكبير الذي عرفه مجال التواصل، أصبح للدراسة عن بعد أهمية كبيرة و أصبحت أكثر شيوعا خصوصا بعد اعتمادها من طرف كبريات الجامعات العالمية، و تعتبر سويسرا من أول الدول التي تبنّت هذه التكنولوجيا الجديدة، كيف لا و هي صاحبة أول موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية عرفته البشرية ما يجعلها أكبر مرشح لاستقبال أكبر عدد من الطلبات خاصة في قسم إدارة الأعمال.

إن أغلب الدراسات تؤكد أن الحصول على شهادة ماجستير عن بعد في إدارة الأعمال له التأثير الكبير على الحياة المهنية للطالب. فأغلب المدراء التنفيذيين للشركات اليوم يفضلون و يقدّرون خريجي برامج الدراسة عن بعد لشهادة الماجستير الذين حصلوا على نفس الدرجات التي حصل عليها خريجو البرامج التقليدية لدراسة الماجستير و هذا نظرا للالتزام الكبير الذين أبدوه من أجل الحصول على هذه الدرجات.

إن الهدف الأسمى من الحصول على شهادة الماجستير هو تحسين الفرص المهنية، لذا هناك ثلاث جوانب يمكن منها لمن يختار برنامجا للدراسة عن بعد من أجل الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال و هي: المهارات المكتسبة، فرص التواصل المهني و الشهادة المكتسبة في حد ذاتها.

إن هذه الشهادة تمنحك المهارات الكافية لتكون مديراً جيداً، فإلى جانب الدروس و المعارف المقدمة من قبل هذا البرنامج، بإمكان الطلبة تطبيق مكتسباتهم في ميدان عملهم ، نظرا لكونهم يزاولون عملهم بالتوازي مع الدراسة، الأمر الذي يفتقد إليه طلبة النظام التقليدي ما يحرمهم من ترسيخ المعارف التي تعلموها.

إن الجمع بين الحياة المهنية و التدريب أمر مهم جدا، لهذا العديد من الشركات بدأت تنجذب لأصحاب شهادات ماجستير عن بعد أكثر من الطلبة الذين أجروا نظاما تقليديا. كما أن الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال عن بعد يتطلب التحلي بصفة مهمة للغاية هي " تحفيز الذات"، فنظرا لأنهم موظفون في الأصل فهم يسعون دائما إلى الحصول على ترقيات في العمل، الأمر الذي يتطلب منهم الحصول على مهارات جديدة و تطبيقها على أرض الواقع من أجل تحمّل المزيد من المسؤوليات لذا تجدهم دائما مناضلين و مكافحين و يتمتعون بإرادة كبيرة، و هذا ما يصب في صالحهم لأن أصحاب العمل الآن أصبحوا يدركون أن حامل شهادة في إدارة الأعمال عن بعد يتحلى بالصفات التي يريدونها مثل الكفاح ، الحافز الذاتي الإصرار، التركيز و الجدية، إضافة إلى القدرات التنظيمية و مهارات إدارة الوقت.

رغم هذا، فإن لنظام الدراسة عن بعد بعض السلبيات التي يجب التخلص منها، فمثلا هذه البرامج تفتقر إلى المناقشات والحوارات التي تأخذ مجراها في غرفة الصف العادية بالإضافة إلى سماع وجهات النظر والآراء المختلفة الأمر الذي يجعلك تدخل في حوار بناء حول مواضيع مختلفة تساعدك على توسيع نطاق تفكيرك وتجعلك تنظر إلى الموضوع من زوايا مختلفة، إضافة لهذا نجد الضغط الكبير الذي يعاني منه المستفيدون من هذه البرامج نتيجة ضغوط الدراسة و حجم العمل و الالتزامات الخاصة، فتجدهم عادة يعانون من انعدام أوقات للفراغ و الترفيه و لتفادي هذه السلبيات لجأت العديد من الجامعات السويسرية إلى تحديث برامجها من خلال تطوير نظام التواصل الشخصي بين الطلبة بعضهم والهيئة الأكاديمية و لمّ شملهم و خلق برامج تتيح لهم العمل الجماعي، إضافة إلى إنشاء ورشات تدريبية و مزيج من الحصص التعليمية التي تتميز بالمرونة من أجل خلق جو تفاعلي بينهم يسوده الحوار و التواصل كالتي فعلته الجامعة السويسرية المفتوحة.

و عليه، عند اختيار الطلبة التقدم لبرنامج للدراسة عن بعد في سويسرا فإن النظام التعليمي السويسري يضمن له اشتراكه بشبكة مهنية منذ البداية ولبرامج التواصل بين الطلبة. 

bottom of page