top of page

أهمية التعليم العالي

مما لا شك فيه أن التعليم العالي هو كلمة السر في نجاح أي دولة اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وبل سياسياً أيضاً. لذا إن أرادت أي دولة الارتقاء بمستوى المجتمع اجتماعياً، اقتصادياً أو سياسياً، فيجب عليها الاهتمام بمستوى التعليم عامة والتعليم العالي خاصة، ومن ثم تخصيص نسبة كبيرة من ميزانية الدولة للتعليم العالي والبحث العلمي.

فإذا نظرنا إلى الميزانية المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وكندا... إلخ، فسوف نرى أنهم يخصصون ميزانيات هائلة للتعليم والبحث العلمي إيماناً منهم بأهمية التعليم بالنسبة للفرد والمجتمع ككل. على العكس من الدول النامية ودول العالم الثاني، فهم يخصصون ميزانية ضئيلة جدا للبحث العلمي والتعليم العالي ويولونهما اهتماماً ضئيلاً. وهذا أحد الأسباب الرئيسية في تدهور الاقتصاد وبالتالي تدهور مستوى المعيشة وانخفاض نصيب الفرد من ميزانية الدولة. مما يؤدى أيضاً إلى تضاؤل مكانة الدولة سياسياً بين باقي دول العالم.

فيمكننا القول إن هناك علاقة طردية بين الاهتمام بالتعليم العالي وبين تقدم الدولة وازدهارها في شتى المجالات. وعلاقة عكسية بين إهمال البحث العلمي والتقدم العلمي والتطور التكنولوجي للدولة. فعلى سبيل المثال فإن ميزانية التعليم في سنغافورة كانت 7 مليارات دولار سنغافوري في سنة 2006، وزاد في سنة 2007 ليصل إلى سبعة ونصف مليارات دولار، أي ما يعادل 15. 2 % من ميزانية الدولة بأكملها. وكنتيجة لهذا فقد حقق التعليم بسنغافورة مركزا متقدما. فقد حصل الطلاب السنغافوريين على جائزة ((TIMSS للرياضيات والعلوم لعام 1995، و1999، وعام 2003. وقد سعت أيضاً سنغافورة منذ سنة 1990إلى جذب معاهد أجنبية ذو سمعة طيبة عن طريق تكوين مراكز تكوين لها بسنغافورة للارتقاء بمستوى التعليم بها ولكي تصبح منارة دولية للعلم جاذبةً الدراسين لها. ويعتبر التعليم في سنغافورة من أفضل الأنظمة في آسيا، بل وعلى مستوى العالم. وتمتلك سنغافورة أربعة جامعات وطنية، هم جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) وجامعة نانيانج للتكنولوجيا (NTU) ويقعا بالقرب من المجمعات التكنولوجية بالدولة، أما جامعة سنغافورة للإدارة (SMU) فتقع في قلب المدينة لتكون قريبة من البنوك، وجامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD). ولقد كان لهذه الإنجازات بالغ الأثر في التغيير في العديد من الدول الأخرى أسوة بسنغافورة.

وكانت الولايات المتحدة هي أول من احتذت بسنغافورة وبدأت بتعديل مناهجها التعليمية وطرق التدريس لديها وسياستها التربوية، وتدريب المعلمين تدريباً جيداً. التعليم العالي يهدف إلى التنمية البشرية أو العقول البشرية. فإذا اهتمت الدولة بالعقول البشرية فستجني الكثير من الثمار من وراء هذا. فالتنمية البشرية هي بداية للتنمية الاقتصادية، ومن ثم الاجتماعية والسياسية والنفسية.

فيجب على كل دولة أن تضع التعليم والعلم نصب أعينها لأنهما هما السبيل للارتقاء بالمجتمع وبالدولة ككل. ويجب أن تشجع الدول أبنائها على التقدم والابتكار والإبداع في شتى المجالات، وأن تهتم ببراءات الاختراعات والعقول النيرة التي تقف وراء تلك الاختراعات. وأن تقدم لهم يد العون لتحقيق اختراعاتهم، وتقديم لهم الدعم المادي الذي يحتاجونه لإنجاز اختراعاتهم وإخراجها للنور. وسوف يرجع عليها بالنفع والخير، وسوف تحظى بمكانة مرموقة وسط الدول المتقدمة وتكون هدف للطلاب من شتى بقاع العالم.

bottom of page