top of page

تجارب ناجحة في التعليم عن بعد

التعليم عن بعد
يخطئ كثيرون من الناس في مفهوم التعليم عن بعد، فالبعض يظنه تعليما إلكترونيا فقط، والبعض الآخر يظنه انتسابا تقليديا، كما أن البعض يظنه قاصرا على مرحلة البكالوريوس، كما أن معظم أساتذة الجامعات لا يعلمون بجديد اللائحة الذي يسمح بدمج شيء من التعليم عن بعد مع التعليم التقليدي

يعتمد التعليم عن بعد اساسا على أسلوبين للتعليم عن بعد وكلاهما أفضل مائة مرة من طريقة الانتساب التقليدي الذي مفروض أن يلغى تماما من جامعات المملكة ويستبدل بالتعليم عن بعد وقد نصت اللوائح بأن تعدل جميع أوضاع برنامج الانتساب بما يتفق مع أحكام لائحة التعليم عن بعد في مدة أقصاها خمس سنوات من تاريخ صدورها

أساليب التعليم عن بعد:
الأسلوب الأول الأسلوب التزامني وهو أسلوب التعليم الذي يتم باتصال متزامن في نفس الوقت بين المعلم والمتعلم من خلال شبكة الإنترنت أو شبكة اتصال إلكتروني من خلال الفصول الافتراضية وهو أسلوب متقدم جدا في التعليم العالي. والجامعة الأولى التي لها سبق تطبيق هذا النوع من التعليم هي جامعة الملك عبدالعزيز حيث إنها تمنح درجة البكالوريوس كاملا عن طريق التعليم عن بعد وسيحتفى قريبا بتخريج أول دفعة على مستوى المملكة لهذا النوع من التعليم فتمنح درجة البكالوريوس في كل من تخصصات اللغة الإنجليزية واللغة العربية وعلم النفس والإدارة العامة وإدارة الأعمال، وفي القريب ستشهد ساحة الجامعات السعودية تنافسا كبيرا في مجال التعليم عن بعد في العديد من التخصصات، والنظام يتيح فرصة للتحويل إلى نظام الدراسة العادي فالفرصة تكون متاحة لمن يجتهد خاصة أنه على تواصل حي ومباشر مع أساتذة المادة من خلال الفصول الافتراضية.

أما الأسلوب الثاني للتعليم عن بعد فهو الأسلوب التفاعلي وهو أسلوب التعليم الذي يتم فيه إشراك الطالب في عملية التعليم عن طريق توفير تفاعل مع المحتوى أو مع الاستاذ أو مع الطلاب بحيث يتم ذلك من خلال توظيف التطبيقات البرمجية المناسبة لإدارة العملية التعليمية بما يتيح التواصل وأداء النشاطات المتعلقة بالمادة وهو ما يعرف بالأسلوب الالكتروني، وقد نصت اللائحة على أن جميع الأقسام الأكاديمية يمكن أن تستفيد من هذا النوع من التعليم من بعد بما لا يزيد على 25% من الساعات المعتمدة من التعلم العادي بمثل هذا النوع من التعليم ويمنح الطالب وثيقة بكالوريوس تعليم عادي وقد بدأت جامعة الملك عبد العزيز بتطبيق ذلك في بعض أقسام الكليات الأدبية والعلمية لبعض موادها وسوف تتسابق الجامعات لأن تكون موادها التعليمية على مواقع أقسامها وتتدرج في تطبيق فكرة هذا النوع من التعليم عن بعد ولكن كما ذكرت اللائحة يجب أن تنضبط الأمور فيه بالضوابط المطلوبة من حيث الجودة والمتابعة والمراقبة.

إن إحدى فقرات اللائحة أشارت إلى إمكانية تطبيق فكرة التعليم عن بعد منح درجة الماجستير. تقوم عمليه الاتصال عن بعد في التعليم على رؤية الطالب المتعلم وتنظر بصوره خاصة إلى أساليب تعلم الكبار في التعليم عن بعد. وفي التعليم عن بعد تتخذ هذه العملية مكانها في الوسائط بصوره رئيسيه لذلك تركز في المادة المطبوعة ثم المسموعة والتسجيلية، ودور التقنيات الحديثة في التعليم المفتوح والتعلم عن بعد.

وتقترح خيارات وبدائل: إذاعة، ماده تسجيليه، او تقنيات حديثه. وينبغي ألا ينظر الي هذه الوسائط بمعزل عن بعضها البعض، بل ينظر اليها كوحده واحده.

التحول من الأنظمة التقليدية في مجالات التعليم الأنظمة الرقمية يعتبر من أهم سمات المجتمع المتحضر، وهذا دليل على الرقي المجتمعات، والمتتبع لتطور الحياة الى العالم الرقمي يلحظ أن هذه الأنظمة تحضي باهتمام الدول على أعلى مستوياتها ضمن تخطيط محكم لنشر مجالات المعلوماتية بكافة مناحي الحياة.

تجارب دول ناجحة في تطبيق تقنيه التعليم عن بعد عبر الانترنت
تجربه اليابان:
بدأت تجربه اليابان في مجال التعليم الالكتروني في عام 1994م بمشروع شبكه تلفازيه تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطه أشرطه فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال (الكيبل) كخطوه اولي للتعليم عن بعد، وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم "مشروع المئة مدرسة" حيث تم تجهيز المدارس بالإنترنت بغرض تجريب وتطوير الأنشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال تلك الشبكة، وفي عام 1995 اعدت لجنه العمل الخاص بالسياسة التربوية في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم تقترح فيه أن تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات إقليمي لخدمه التعليم مدي الحياه في كل مقاطعه يابانية، وكذلك توفير مركز للبرمجيات التعليمية إضافة الي إنشاء مركز وطني للمعلومات، ووضعت اللجنة الخطط الخاصة بتدريب المعلمين وأعضاء هيئات التعليم علي هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانيه الحكومة اليابانية للسنه المالية 1997\1996 حيث أقر إعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليميه في كل مقاطعه ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنيات التعليم الجديدة وبكافه إنشه التعليم عن بعد، وكذلك دعم توظيف شبكات الانترنت في المعاهد والكليات التربوية، لتبدأ بعد ذلك مرحله جديده من التعليم الحديث.

تجربة الولايات المتحدة الأمريكية:
في دراسة علمية تمت عام 1993 تبين ان 98% من مدارس التعليم الابتدائي والثانوي في الولايات المتحدة لديها جهاز حاسب آلي لكل 9 طلاب، وفي الوقت الحاضر فان الحاسب متوفر في جميع المدارس الامريكية بنسبة 100% بدون استثناء، وتعتبر تقنية المعلومات لدى صانعي القرار في الادارة الأمريكية من أهم ست قضايا في التعليم الامريكي، وفي عام 1995 اكملت جميع الولايات الامريكية خططها لتطبيقات الحاسب في مجال التعليم. وبدأت الولايات في سباق مع الزمن من أجل تطبيق منهجية التعليم عن بعد وتوظيفها في مدارسها، واهتمت بعملية تدريب المعلمين لمساعدة زملائهم ومساعدة الطلاب ايضاً، وتوفير البنية التحتية الخاصة بالعملية من اجهزة حاسب آلي وشبكات تربط المدارس مع بعضها اضافة الى برمجيات تعليمية فعالة كي تصبح جزءً من المنهج الدراسي، ويمكننا القول ان ادخال الحاسب في التعليم وتطبيقاته لم تعد خطة وطنية بل هي أساس في المناهج التعليمية كافة.

التجربة الماليزية:
في عام 1996م وضعت لجنة التطوير الشامل الماليزية للدولة خطة تقنية شاملة تجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة ومن أهم أهداف هذه الخطة إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس. وكان يتوقع أن تكتمل هذه الخطة (المتعلقة بالتعليم) قبل حلول عام 2000م لو لا الهزة الاقتصادية التي حلت بالبلاد في عام 1997م ومع ذلك فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90%، وفي الفصول الدراسية 45%. وتسمى المدارس الماليزية التي تطبق التقنية في الفصول الدراسية " المدارس الذكية، وتهدف ماليزيا إلى تعميم هذا النوع من المدارس في جميع أرجاء البلاد من اجل تفعيل خدمه العليم عن بعد للطلبة الراغبين في ذلك. أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بعمود فقري من شبكة الألياف البصرية السريعة والتي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقل الوسائط المتعددة والفيديو.

التجربة الأسترالية:
يوجد في استراليا عدد من وزارات التربية والتعليم، ففي كل ولاية وزارة مستقلة، ولذا فالانخراط في مجال التقنية متفاوت من ولاية لأخرى. والتجربة الفريدة في استراليا هي في ولاية فكتوريا، حيث وضعت وزارة التربية والتعليم في الولاية المذكورة آنفاً خطة لتطوير التعليم وإدخال تقنية التعلم عن بعد في عام 1996م على أن تنتهي هذه الخطة في نهاية عام 1999م بعد أن يتم ربط جميع مدارس الولاية بشبكة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية، وقد تم ذلك بالفعل. اتخذت ولاية فكتوريا إجراءً فريداً لم يسبقها أحد فيه حيث عمدت إلى إجبار المعلمين الذين لا يرغبون في التعامل مع الحاسب الآلي على التقاعد المبكر وترك العمل. وبهذا تم فعليا تقاعد 24 % من تعداد المعلمين واستبدالهم بآخرين. تعد تجربة ولاية فكتوريا من التجارب الفريدة على المستوى العالمي من حيث السرعة والشمولية. وأصبحت التقنية متوفرة في كل فصل دراسي، وقد أشاد بتجربتها الكثيرون ومنهم رئيس شركة مايكروسوفت (بل غيتس) عندما قام بزيارة خاصة لها.

bottom of page