top of page

العوامل المؤثرة في النظم التعليمية

مما لا شك فيه أن النظام التعليمي لأي دولة هو نتاج لمجموعة عوامل أثرت وتأثرت به. لذلك تختلف النظم التعليمية بين الدول، كلا حسب الظروف والعوامل المحيطة. فالنظام التعليمي هو مرآة للظروف المجتمعية الخاصة بالدولة. فهو نتاج للعوامل التاريخية والجغرافية والاقتصادية السياسية والدينية.

العامل التاريخي:
وهو من أهم العوامل المؤثرة في النظام التعليمي. فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى مطالب الليسيه الفرنسية Lycée، فسوف نكتشف أنها كانت تركز على مواد المنطق، وهذا بسبب تأثرها بالفيلسوف (ديكارت). بينما تركز الولايات المتحدة الأمريكية على المواد العلمية، وهذا بالطبع نتيجة التطور الصناعي الذي شهدته منذ القرن التاسع عشر. وفي كوريا الجنوبية، فإنها تتبنى النظام المركزي في التعليم، وهذا نتيجة لثقافتها المتأثرة بـ (السلطوية والهيراركية) الذي تدعمهما المبادئ الكونفوشيوسية. فكوريا الشمالية تؤمن بالتقاليد الأبوية واحترام الكبير. وتؤمن أيضاً بمبدأ التعاون وليس التنافس والصراع، لذا فهي تتبنى النظام المركزي.

وقد أثر العامل التاريخي على الجامعات في إيطاليا. فالتعليم كان مقصوراً فقط على الأغنياء والصفوة قبل الحرب العالمية الثانية، بينما شمل التعليم جميع الطبقات بعد الحرب العالمية الثانية. ثم شهدت الفترة بين 1954:1986 إصلاح بالجامعات وتخريج كوادر أكفاء. ومنذ عام 1968بدأت وضع القوانين الخاصة بالعملية التعليمية.

العامل الجغرافي:
يعتبر هذا العامل من العوامل المؤثرة في التعليم. فموقع الدولة الجغرافي يؤثر على شخصية وطبيعة الفرد، ومن ثم في علاقاته بالآخرين. وينقسم إلى ثلاثة أركان، هم: المناخ، وطبيعة البيئة، ومصادر الثروة بالدولة. فيحدد المناخ بداية السن الإلزامي، ومواعيد الإجازات، وشكل المباني، ومواد البناء. حيث أن في الدول الشديدة البرودة، يتأخر سن لإلزام لسن سبعة سنوات مثل دولة السويد، والدانيمارك، والنرويج. أما في الدول المعتلة الحرارة، فيكون السن الإلزامي من عمر ستة أعوام. وفي السودان تبدأ الإجازة الصيفية منذ شهر أبريل نظرا لارتفاع درجة الحرارة الشديد وعدم سقوط الأمطار. وتبدأ الإجازة في البرازيل في شهر ديسمبر لأنه يوافق أشهر الصيف لديهم. أما عن الدول العربية، فتبدأ الإجازة لدينا من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر لأنهم أشهر الصيف.

العامل الاقتصادي:
وهناك علاقة وطيدة بين هذا العامل والتعليم. فهناك سمة علاقة طردية بينهما. بمعنى أنه إذا تطور الاقتصاد، ارتفع معه التعليم. فالنظام التعليمي يجب أن يتوافق مع النظام الاقتصادي سواء كان زراعي أم صناعي. وتختلف النظم التعليمية في الدول الرأسمالية عنها في الدول الاشتراكية. فعلى سبيل المثال في روسيا كان للثورة الصناعية بالغ الأثر في الاهتمام بالتعليم الفني، مما أدى إلى شهرتها بالمطالب الفنية، وقد تأثرت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعليم الفني الروسي وسارت على خطاه.

وتختلف النظم التعليمية من البيئة الساحلية عن البيئة الصحراوية، وعن البيئة الصناعية عن الزراعية. ومن الطبيعي أن المستوى الاقتصادي هو المسؤول الأول عن تطوير التعليم من حيث إدخال التكنولوجيا الحديثة وجودة المباني وارتفاع رواتب المعلمين، وتدريبهم على أحدث النظم الحديثة، ومسؤول عن تغذية التلاميذ والطلاب، والرعاية الصحية لهم.

العامل السياسي:
ويتأثر التعليم بالأيدولوجيا السياسية والنظام الفكري السائد بالمجتمع. فهناك النظم التعليمية الشمولية والنظم التعليمية الديمقراطية.

العامل الديني:
إذ يتم وضع المناهج وفقاً للمعتقدات الدينية السائدة في الدولة. وهذا يُشكل عاملاً مُهماً في الانفتاح نحو العلم أو الانغلاق عليه بحسب انفتاح رجالات المؤسسة الدينية أو انغلاقهم. وبالتالي تطور الآفاق العلمية عند الطلبة أم حصرهم ضمن مجال مُعين لا يواكب تطور العلم.

bottom of page